وسط حضور شعري وثقافي، وبين اللوحات والألوان وقع الشاعر والروائي حبيب محمود مجموعته الشعرية "مهد غواية"، أمس الخميس، في قاعة عبدالله الشيخ للفنون، في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بعد أمسية شعرية قدمها الشاعر محمد الماجد، الذي قال عن حبيب "طبيعة حبيب عاشق وناقم في آن، يملي عليه العشق أن يكتم فيكتم، أو يحاول وتملي عليه النقمة أن يبوح فيبوح، فهو هكذا دائم التأرجح بين حبل الوصل وعصا النقمة، خيط رفيع من القلق والخوف والوحشة، وعدم الركون إلى يقي".



في أول قصيده له في الأمسية، قرأ حبيب وذكر الحضور في الراحل طلال مداح، وسقوطه الأسطوري في أبها:

"على شفتين سمراوين
ترجف نغمة نشوى
كمن يقوى ولا يهوى
كمن يهتز في وترين
أو يحنو على قمرين
أو يرتج في شفق الصدى الهادر
ليتبعها قصائد عديدة منها "كتاب الكراهية الأنيق، فخاخ الربيع، جارنا، قريتي، التي قال منها:
قريتي يبست
في رماد حكايتها
وامحى الماء من بهو اصباحها المنتظر
قريتي نخلة تنحني لسوام الهوام
تصفق للنائمين
تنفض اعذاقها في الحفر"

ويقول الماجد، ما أعرفه عن حبيب ومن خلال صداقة امتدت لأكثر من خمسة وعشرين عاما أن عفوية وتلقائية خالصتين من شوائب التصنع هما من ظلتا على الدوام تدفعان بماء ينابيعه في هضبات ليست بالضرورة ربيعية تماما.

قرأ حبيب نصوص "سلة اعتذارات، تعويذة أمي، سورة التوبة، صفوى، التي كتبها 1992م، وقرأ منها:

"هنيئا لجدرانك المستريحة مني..
وشكرا لأني انسللت من المقبرة"

وقرأ المنامة وهاربان التي قرأ منها:

"العاشقان المتخمان غواية
قبلي
وفي وتريهما
يترنح الاتي المبلل بالطرب
وانا اخاتل نهزة اللحظات
والفرح المؤجل
والعنب".

يذكر أن حبيب محمود، مارس الشعر والنقد والسرد والكتابة النقدية والمقالة الاجتماعية، نشر له "حافة أنثى- شعر 2007"، زمبوه- رواية 2014"، مهد غواية – شعر2014"، ورواية كشوانية رقم 7 تحت الطبع، ولكنه ضحك شعر، وهدأة مهملة شعر، وأرجل الطواويس مقالات في النقد، والخايس والخنين قراءة لغوية للفلكلور المحلي، والنخلاوي رواية".

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر شفيق العبادي الشاعر حبيب محمود والشاعر محمد الماجد مدير الأمسية.